محمد عثمان جلال، المترجم الأديب والشاعر المصري، يُعد من رواد التعريب والمسرح في القرن التاسع عشر. وُلد عام 1828م في قرية ونا القيس (أو ونا القُس) التابعة لمركز الواسطى بمحافظة بني سويف، وتوفي في القاهرة عام 1898م (وقيل 1889م).
تُوفي والده — الموظف ببيت القاضي — قبل أن يبلغ السابعة، فكفله جده وأدخله الكُتّاب، ثم انتقل إلى مدرسة قصر العيني الأميرية، حيث لفت نظر رفاعة الطهطاوي الذي اختاره للالتحاق بـمدرسة الألسن، فدرس فيها العربية والفرنسية.
بدأ حياته موظفًا حكوميًا، ثم أُرسل سنة 1845م لتعليم الفرنسية في ديوان الخديوي. تنقّل بين عدد من المناصب، منها:
مترجم في قلم الكورنتينات.
مترجم في مجلس الطب.
رئيس المترجمين بديوان البحرية في الإسكندرية.
رئيس قلم الترجمة بوزارة الداخلية بتكليف من الأمير توفيق.
قاضٍ بالمحاكم المختلطة، وكان ذلك آخر مناصبه.
إسهاماته الأدبية والترجمية:
نهج نهج الطهطاوي في نقل الأدب الفرنسي، خصوصًا الكلاسيكي (القرن 17)، وابتعد عن الأدباء المحدثين مثل فيكتور هوجو. اشتهر بتعريب النصوص لا ترجمتها فقط، إذ أضفى عليها طابعًا مصريًا شعبيًا. من أبرز أعماله:
العيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ (خرافات لافونتين).
الروايات المفيدة في علم التراجيدة (عن رواية "بول وفرجيني").
الأربع روايات في نخب التيارات (عن قصص موليير).
مسرحية الشيخ متلوف (اقتباس عن موليير).
أرجوزة في تاريخ مصر، والسياحة الخديوية في الأقاليم البحرية.
ديوان الرجل والملح، وعطار الملوك (شعر).
التحفة السنية في لغتي العرب والفرنسوية.
تطبيق تعليم الأسلحة على الطريقة الجديدة (ترجمة عسكرية).
توفي محمد عثمان جلال في القاهرة، وترك أثرًا بارزًا في تطور القصة والمسرح العربي، وبصمة أدبية تمزج الفكاهة بالحكمة، جعلت منه أحد وجوه النهضة الأدبية الحديثة.